زَخاتُ عِشق
هُناكَ في بَلدتي
حَيثُ تُدَقُ أجرَاسُ الكنائسِ للسلامِ
ونَطربُ لصوتِ ساعةِ
المَحبةِ القَديمةِ
كَما نَطربُ لسماعِ قَطراتِ المَطرِ
تَمنيتُ أن أكونَ مَعك
هُناكَ عِندما
يَأتي المَساءُ حَاملاً
عَزفَ مِزمارٍ أو ناي حزين
من شُرفةٍ تَتدلى مِنها عَرائش
اليَاسمين
وتَغمُرها رائحةُ الطمأنينةِ والبيلسان
تمنيتُ أن أكونَ معكْ
هناكَ
في مُنتصفِ الليلِ
سَيناديني القمرُ
لينيرَ قَهوتي المُظلمة
ويفتحَ منْ فُنجاني
نافذةً على المَدى
إلى زمنٍ جديدٍ
سأتكئُ على مرفأِ كَتفكَ
كَطفلةٍ ريفيةٍ
حالمةٍ
وأتركَ العنانَ لفيضِ كَلماتي
لتهطُلَ زخاتَ عشقٍ
علّها تُطفىءُ نارَ عَذاباتي
لن أبكي بعدَ اليومِ ليلاً
سَأبني لكَ عالماً مجهولاً
الحبُّ قانونه
وأنتَ مَلِكه
لستُ ليلى
لكنّ العشقَ يسكنُ أبياتي
أنت ..أنت يا
نبضَ نبضيَ المتفجرَ
نبعاً من أفئدتي
دَعني أرسو في مِيناء صدركَ
واحرُسْ غاباتَ شَعري
وأوردتي
واطبعْ قبلةً على عينيّ
لتمسحَ أرقي
ربّما أنامُ الليلةَ هُنا
مادمتَ معي
أشعلْ لفافةَ تبغِكَ
دَعني أراقبُ دُخانها
المُرتجف
أطيرُ خَلفها بأجنحةِ
أحلامي
أُطاردها
إلى المجهولِ
أتحللُ في الهواءِ
أتغلغلُ في الوردةِ عطراً
أثمرُ في قلبِ العصفورِ لحناً
وأغنيةً
لنتعانقَ هنا تحتَ هذه السماء
لنمتزجَ معاً كعصير روحين
ونجري كجدولِ الماء
لنحتضنَ الأثيرَ
ونشربَ لحنَ الحياةِ
دعني أتبعثرُ فوقَ
ساحاتكَ وأرنو
إليكَ
سأمحو فيكَ ذاكرتي
وعلى تراتيلِ أنفاسكَ
سأنتظرُفجري القادم
لكَمْ رغبتُ أن أعيشَ هنا
وأراكَ هنا
وأموتَ هنا
فاتن ابراهيم حيدر
سوريا