العالم يترقب وصول القمر الصناعي "يوارس".. ومكان اصطدامه بالأرض لايزال غير محدد!
على طريقة أفلام الخيال العلمي الأمريكية، يترقب سكان
العالم، النتيجة التي سيعلنها علماء وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" فجر
الجمعة، عن المنطقة التي سيسقط فيها القمر الصناعي "يوارس" على الأرض، بعد
خروجه عن مداره بشكل مفاجئ.
وكان علماء "ناسا" قد أكدوا سابقا أن القمر الذي يبلغ وزنه 5.7 طن وطوله
حوالي 11 مترا من المتوقع أن يسقط على الأرض مساء يوم الجمعة، إلا أن
تحديد المكان والموعد الدقيقين لمكان سقوطه ما زال غير معروف بدقة، ويشير
الخبراء أن كلا هاتين المعلومتين لن تتوفر بدقة إلا قبل ساعتين من دخول
القمر الصناعي للغلاف الجوي، وحسب آخر حسابات أجريت لمدار القمر الصناعي
وذلك يوم الأربعاء 21 أيلول/سبتمبر في الساعة الواحدة ظهرا بتوقيت غرينتش،
تفيد هذه الحسابات أن القمر سيسقط على الأرض يوم الجمعة في الساعة
الثامنة مساء بتوقيت غرينتش.
ويتوقع العلماء أن يكون مكان سقوط "يوارس" في البحر شمال قارة استراليا،
إلا أن كلا من المكان والزمان ما زال غير دقيقا وهو سيتغير بالتأكيد،
ولذلك فإن وكالة ناسا تقوم بتحديث المعلومات كل فترة. إلا أن الشيء المؤكد
أن مكان السقوط سيكون في المنطقة الواقعة بين خط عرض 57 درجة جنوبا و57
درجة شمالا، وطبعا هذه منطقة كبيرة تشمل أجزاء كبيرة من الأرض، ومن
المتوقع أن ينقسم القمر الصناعي نتيجة لاحتكاكه مع الغلاف الجوي إلى 26
جزءا قبل أن يصل إلى الأرض، وتتراوح سرعتها ما بين عشرات الكيلومترات في
الساعة إلى مئات الكيلومترات في الساعة، ومن المتوقع أن تكون كتلة أكبر
جزء من الحطام الواصل إلى سطح الأرض حوالي 150 كغم. ومن المرشح أن يكون حقل
المنطقة المتأثرة بهذا الحطام حوالي 350 كم.
والذي يجعل موضوع التنبؤ بالمكان والزمان صعبا أن تحديدهما يحتاج إلى
معرفة دقيقة بكثافة الغلاف الجوي العلوي الذي سيحتك معه القمر الصناعي،
وهذا بدوره يعتمد على درجة الحرارة والضغط، والذين يتأثران بالرياح
الشمسية، وهذا ما لا يمكن التنبؤ به مسبقا بدقة.
وكانت قد ظهرت بعض التكهنات بأن القمر الصناعي "يوارس" قد يسقط بين الحدود
المصرية - السودانية، إلا أن هذه التكهنات لازالت غير دقيقة، كما أن كثير
من العلماء نفوها.
وببدو أن علماء ناسا غير قلقين من هذا السقوط، ويؤكدون أن نسبة أن يرتطم
هذا الحطام بأحد هو نسبة 1 إلى 3200، وأكدوا أن هذا الحطام لا يحتوي على
مواد سامة. ولكنهم أكدوا أن هذا الحطام هو ملك لهم ولا يحق لأحد التصرف به
أو بيعه أو التستر عليه!
وتجدر الإشارة إلى أن دخول القمر الصناعي للغلاف الجوي الأرضي سيكون مرئيا
بالعين المجردة حتى أثناء النهار، إذ أن احتكاك القمر مع الغلاف الجوي
سيؤدي إلى توهجه بشكل شديد وانقسامه إلى عدة أقسام، ولكن كما ذكر سابقا لا
يعلم حتى الآن أين سيسقط، وبالتالي لا نعلم من أين سيرى.
يذكر، أن "يوارس" كان يقوم بأعمال علمية هامة لمدة 14 عاما حتى العام
2005م، قام خلالها بقياسات دقيقة للغلاف الجوي العلوي والإشعاع الشمسي مثل
دراسة التكوين الكيميائي للغلاف الجوي على ذلك الارتفاع وساعد على
الإجابة على بعض الأسئلة المتعلقة بثقب الأوزون، وقد تم صنعه عام 1980م
وكلف 750 مليون دولار.