بينما كان مدير شركة ناجح يقود سيارته مسرعاً في طريقه إلى عمله، أحس وكأن قطعة قرميد ثقيلة قد قذفت بقوة نحو سيارته وأصابت بابها. أوقف مكابح السيارة وعاد إلى المكان الذي انطلقت منه قطعة القرميد هذه.
خرج الرجل الغاضب من سيارته ليجد صبياً واقفاً على جانب الطريق. ضربه وصاح في وجهه:
n"تباً لك! من أنت؟ لقد ألحقت الضرر بسيارتي الجديدة وسيكلفني ذ...لك الكثير من المال، لمَ فعلت ذلك؟".
اعتذر الصبي من الرجل وقال له:
"أرجوك سيدي....أرجوك، أنا آسف....لم يكن أمامي خيار آخر فلا أحد يريد التوقف".
أشار الصبي إلى مكان قريب والدموع تملأ وجهه وقال:
"انظر هناك، إنه أخي، لقد سقط من كرسيه المتحرك".
وبكل هدوء واحترام قال الصبي للرجل الغريب:
"لقد تأذى أخي بسقوطه وهو ثقيل جداً علي ولا أستطيع حمله لوحدي، هل بإمكانك مساعدتي على حمله وإعادته إلى كرسيه المتحرك".
حاول الرجل أن يخفي تأثره الشديد بما سمعه، وعلى عجل حمل الشاب المعاق وأعاده إلى كرسيه المتحرك، ثم أخرج منديلاً نظيفاً من جيبه ورتّب به على جرحه الطري.
بامتنان شديد قال الصبي للرجل الغريب:
"شكراً لك وأسأل الله أن يحفظك من أي مكروه".
هزت هذه الكلمات الرجل وأخذ يراقب الصبي وهو يدفع أخاه في كرسيه المتحرك باتجاه البيت.
عاد الرجل إلى سيار ته وأخذ يقودها على مهل. لقد كان الضرر واضحاً جداً، ولكنه لم يحاول أن يصلح الباب المتضرر. لقد فضل أن يتركه على حاله كي يذكّره دائماً بهذه الرسالة:
لا تمضِِ في حياتك بسرعة كبيرة حتى تُلقى قي طريقك قطعة قرميد ثقيلة فتجذب انتباهك.
يهمس كثير من الأشخاص حولنا في أرواحنا ويخاطبون قلوبنا. أحياناً وعندما لا نملك الوقت لأن نسمع، يرمي الله في طريقنا قطعة قرميد ثقيلة.