بقلم ريم علاء
_________☆
**ضياع**
كثيرًا ما تَستهويني فِكرة الضَياع
كأن أكون ذَرة تُراب تُهاجر عبر الرياح
كأحداثِ إسطورة تُواكب كُل العُصور
بَين الجُدران المُتشَققة
أختبئ كلما راودني شُعور الخَوف
مع نسمات الصباح
أخط مساري حافية القدمين
اتوهج بوميض خافت
مع خيوط الشمس الذهبية
كسندبادٍ
أمضي العمر بالترحال أبحث عن ضالتي
أخترق أجهزة التنفس
اتكور مع جزيئات الهواء، وأخرج دون شقاء بزفرة واحدة
لتتلقفني نبته تستنشق ما بحوزتي من أوكسيد الكاربون
أترك بعض من أجزائي في أعماقها
وتحولني للونٍ أخضر
أرتفع لأتمركز في أعلى زهرة فواحة
تداعب وجنتيّ الرقيقتين أرجل الفراشات
لتدغدغ مشاعري وتثير عبقي
جاذبة نحلة عاشقة
تمتص ما في روحي من حياة
تقذفني مع لُعابها
لفم الملكة فتتذوقني بشراهة
أدور بين متاهات معدتها
فأتحول الى قطرة شهدٍ معتقة
أمضي وقتًا محتجزة في زجاجة
أرى العالم من خلف أسوارها
حالمة، بالذوبانِ في ريقٍ أسمر
أداعب كل خلايا جسده التي تضج رجولة
أمتزج مع كل قطرة
قبل أن أتحول الى كلمة معسولة
يلقيها على مسامع كومة الجليد التي تخلد بجواره، غير مبالية
فيتشتت دفئي وتتشوه ملامح سكوني
بين أنفاسها الكريهة
من شدة القرف، أنازع حتى أعود ذرة تراب على طاولة الإنتظار ....
أنتظر وأترقب
ترى هل ستنتشلني هَبة رياح أخرى
أم سأتحجر وأصبح جزءًا في صخرةٍ ؟
____