القطب المتجمّد الشمالي
القطب الشمالي هو الطرف الشمالي من الكرة الأرضية، وقد كان أول من وصل إليه هو المستكشف الأمريكي روبرت بيري، حيث إنه اكتُشف في عام 1909م. أما أول رحلة برية له فقد تمت في عام 1968م، بواسطة عربة ثلجية بقيادة الأمريكي رالف بلاستيد.[١] ومن أقرب المناطق إلى القطب الشمالي هي غرينلاند (بالإنجليزية: Greenland) وهي أكبر جزيرة في العالم، كما أنها تعد بلداً مستقلاً في الدنمارك، بالإضافة إلى أراضي نونافوت الكندية، ويُعتبر القطب الشمالي دافئاً مقارنةً بالقطب الجنوبي حيث تكون الشمس فوق الأفق في فصل الصيف وتحت الأفق في فصل الشتاء، وبالتالي فإن ظهور الشمس يستمر 24 ساعةً في فصل الصيف؛ أي إن ضوء الشمس يستمر إشعاعه طوال اليوم.[٢] ويحل الظلام ما يقارب 24 ساعة في فصل الشتاء، بمعنى أن الظلام يستمر طوال اليوم. ويحصل شروق الشمس مرة واحدة وذلك في اعتدال شهر آذار/ مارس، ويحصل الغروب أيضاً مرة واحدة في اعتدال شهر أيلول/ سبتمبر، ويرجع ذلك إلى أن الأرض تدور على محور مائل أثناء دورانها حول الشمس، وتُستخدم خطوط الطول لحساب الوقت في القطب الشمالي، حيث إنها تلتقي فيه، وهذا ما يجعل العلماء يستخدمون أي منطقة زمنية يريدونها لحساب الوقت، فمثلاً عندما تكون الشمس بشكل مباشر في الأعلى يُعتبر الوقت ظهراً، ويبلغ خط العرض 90 درجة شمالاً. ويعتبر القطب الشمالي أقصى نقطة للكرة الأرضية في منطقة الشمال، كما أنه النقطة التي يتقاطع فيها سطح الأرض مع محورها، ويُعتبر منطقة تجمع خطوط الطول، وفوق سماء القطب الشمالي يوجد نجم الشمال الذي يُستخدم في الملاحة في نصف الكرة الشمالي، ويقع في وسط المحيط المتجمد الشمالي، ويبلغ سمك الثلوج في تلك المنطقة حوالي 2-3 أمتار.[٢] يرى العلماء أنه بمرور الوقت يتغير موقع القطب الشمالي قليلاً، وذلك لأنه يتقاطع مع محور الأرض الذي يميل بشكل خفيف، حيث يتغير حوالي 30 قدماً كل سبع سنوات. وتُسمّى النقطة الدقيقة للقطب في أي لحظة باسم القطب اللحظي، وتبلغ درجة الحرارة في الصيف 32 درجة فهرنهايتية، وأقل من 40 درجة فهرنهايتية في الشتاء، وقد تم حدوث الأعاصير في السنوات الأخيرة في المنطقة بحسب ما أبلغت به محطات الأبحاث، ويُعتبر ذلك جزءاً من التغير المناخي الحاصل في القطب الشمالي.[٣] ويُعتبر الأسكيمو (بالإنجليزية: Eskimos)، أو الإنويت (بالإنجليزية: Inuits)، والسامي (اللابيون)، والروس السكان الأصليين للمنطقة، ويبلغ إجمالي عددهم أكثر من مليوني نسمة. وقد عاشوا فيها منذ أكثر من 9000 سنة، وقد عملوا في الصيد قبل انتقالهم للعمل في حقول النفط، ويُعتبر الفايكنغ أول المستكشفين للقطب الشمالي، كما زارها النرويجيون في القرن التاسع
الأسكيمو
هم السكان الأصليون في المناطق القطبية وشبه القطبية في جزيرة جرينلاند، شمال كندا، وألاسكا، وشمال شرق سيبيريا. ويتميّزون بقصر القامة والجسم الممتلئ. وسُموا بذلك نسبة إلى اللغة التي يتحدثون بها، وهناك عدة مقولات لمعنى هذه الكلمة فبعض الباحثين يُرجّح أنها تعني أكلة اللحوم النيئة، ولكن الأبحاث التي أُجريت في الثمانينات من القرن التاسع عشر أسفرت عن استنتاجات أهمها أن كلمة الأسكيمو تعني الأفراد الذين يرتدون الأحذية الثلجية
طرق عيش الأسكيمو
يعتبر إنويت هو الاسم المفضل في كندا وجرينلاند، حيث يعتبرون اسم أسكيمو لفظاً مسيئاً لهم، ويتميز شعب الأسكيمو بثقافتهم التي تُميزهم عن سكان المناطق المجاورة من الهنود الأمريكيين، والساميين شمال أوروبا. ويحمل أغلب السكان زمرة الدم B. ويُعتقد أن جزءاً كبيراً منهم يعود في أصله إلى الشعوب الأمريكية، ويعيش الأسكيمو نمط حياة يتكيف مع بيئته شديدة البرودة، حيث تُعتبر الأطعمة النباتية غير موجودة إلى حد ما، لذا فقد اعتمد الشعب على لحوم الحيتان والأسماك بديلاً عنها، كما اعتمدوا في غذائهم على اصطياد الحيوانات البرية، واستخدموا الكلاب الناقلة كوسيلة برية للتنقل.[٦] كما استخدموا القوارب كوسيلة لاصطياد الحيتان باستخدام الحربة، وصنعوا ملابسهم من فراء الحيوانات التي كانو يصطادونها، حتى يحتموا من البرد القارس. ويعيش سكان الأسكيمو في بيوت من الثلج، وتسمى بالبيوت الجليدية. كما عاشوا في خيام الحيوانات الجلدية. وقد تطورت حياة شعوب الأسكيمو نتيجة لزيادة تواصلهم مع المجتمعات في منطقة الجنوب، مما أدى إلى تبديل العربات التي تجرها الكلاب بعربات الثلوج، واستخدام البنادق بدلاً من الحربات في اصطياد الحيوانات البرية والحيتان. وأصبحت الملابس تباع في المتاجر، وتخلّى الكثير من السكان عن مهنة الصيد واتجهوا إلى مهن أخرى نتيجة انتقالهم للعيش في المناطق الشمالية والمدن. كما أنشأ العديد منهم خاصة في كندا التعاونيات التي تُسوِّق الحرف اليدوية، ومصائد الأسماك، والعديد من المشاريع التي تُعنى بالسياحة، كما تم في عام 1999م إنشاء إقليم كندي جديد يُدعى نونافوت هدفه إعادة تنشيط ثقافة الشعوب الأصلية للقطب الشمالي.[٦] وقد اعتمد شعب الأسكيمو على الثدييات البحرية التي وفرت له زيت الطبخ، والغذاء، والأسلحة، والإضاءة، وقد كانوا يستغلّون فصل الصيف لصيد الأسماك من المياه العذبة، وكذلك لصيد الحيوانات، واختلفت بيوتهم وأماكن سكنهم حسب الفصل، ففي الصيف استخدموا جلد الفقمة لتوفير الخيام، وفي الشتاء كانوا يبنون المأوى من قطع الأخشاب، والحجر، أو أكواخ الثلج، وقد استخدموا قوارب الكاياك أو المعروفة بالقوارب الجلدية للصيد، وصنعوا أسلحتهم من الحجر، والحديد، والعاج، والنحاس، واستخدموا ملابس الفرو، والنظارات الثلجية، والقفازات ليتقوا البرد القارس
ثقافة الأسكيمو وتاريخهم
اشتهر شعب الأسكيمو بالتكنولوجيا المتقنة، والحرف اليدوية، والفنون المتطورة، وكانوا يعيشون في مجموعات صغيرة يقود كل منها زعيم يتصف بالعطاء، وتتخذ المجموعات نهجاً تشاركياً يوفر للمحتاجين من المجموعة ما يحتاجونه، وقد قسموا العمل بين المرأة والرجل. وتشبّع دينهم بالميثولوجيا، كما مارسوا ديانة الشامان التي تؤمن بقوى أو أرواح غير مرئية.[٧] ويتحدث شعب الأسكيمو لغات عديدة، حيث تختلف حسب المنطقة والمجتمع، وبالتطرق إلى تاريخ الأسكيمو يجدر الذكر أن أغلب الدراسات تشير إلى أنهم استقروا في مناطق أمريكا الشمالية منذ حوالي 5000 عام، وانتقلت هذه المجموعات من سيبيريا إلى ألاسكا، حيث تم العثور على قطع أثرية تخصهم في ألاسكا مشابهة لتلك الموجودة في سيبيريا ويعود تاريخها إلى نحو 18000 سنة مضت
جميع الحقوق محفوظة لـ موقع ومنتديات فلسطين - بعض المقالات منقولة من مواقع اخرى من ويكيبيديا